أخبار

معاناة المهاجرين الإثيوبيين في السجون السعودية

تاريخ النشر:2025-05-27

بعنوان بحثًا عن حياة أفضل، يخاطر الشباب الإثيوبيون بكل شيء للوصول إلى المملكة العربية السعودية  the New Humanitarian، تقريراً حول هذا الموضوع، وتم إجراء مقابلة مع ياسين عمر الذي يُعد واحداً من مئات آلاف  المهاجرين الإثيوبيين الذين خاضوا خلال السنوات القليلة الماضية رحلةً محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأحمر بحثًا عن حياة أفضل في المملكة العربية السعودية.
ياسين الذي قرر الهجرة سواء مات أو لم يمت، رأى أنه  من الصعب أن يعيش بدون عمل" لذا من وجهة نظره عليه أن يجرب حظه" فهو ابن قرية صغيرة قرب ديرة داوا، وهي مدينة في شرق إثيوبيا، كافح لسنوات لإعالة زوجته وأطفاله الثلاثة، وعمل بشكل متقطع بأجور زهيدة وغير مستقرة كعامل يومي في الريف.
وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة غادر ما يقرب من 235 ألف شخص إثيوبيا متجهين نحو ساحل البحر الأحمر، في العام الماضي. 
ولكن ما إن يبدأون الشباب بخطوة الهجرة فسرعان ما يجدون أنفسهم محاطون بالمخاطر من كافة الاتجاهات، حيث يستغل مهربو البشر والميليشيات العنيفة يأسهم لتحقيق الربح. يموت الكثيرون على طول الطريق، ومن حالفه الحظ بالوصول إلى المملكة العربية السعودية سيجد أهوال نظام السجون في السعودية كما رأى وكشف ياسين. 
قال ياسين وهو يتألم من ذكرياته المؤلمة عن اليمن والسعودية: "لا أريد أن أعيش هذه التجارب مرة أخرى، حيث كانت تجربته في عام ٢٠٢١، وبطريقه للهجرة عانى الكثير مما لا يطاق من تهديد بالقتل وابتزاز، ورعب وجوع، يتذكر ياسين، الذي كان محشورًا في قارب مع نحو 70 مهاجرًا آخرين، الأمواج وهي تضرب القارب بقوة مرعبة.
قال: "كان الماء يضرب وجوهنا". بعد هزة عنيفة أدرك أن جبهته تنزف. لكن مسح وجهه بيديه الملطختي بالملح في محاولة لوقف النزيف زاد الجرح سوءًا، مشيرًا إلى الأخدود الشبيه بالخندق الذي خلفته إصاباته بين عينيه وجبهته وأنفه.
في هذه الأثناء، استمرت الأمواج في ضرب القارب. يتذكر ياسين: "كنا جميعًا ندعو، لأننا ظننا أننا سنموت اليوم".
يقول ياسين أنه بالنهاية تمكن من الوصول إلى المملكة العربية السعودية،  ووجد عملاً هو وعدد من المهاجرين كرعاة غنم، لدى مربي الماشية، ولكن صاحب العمل لم يعطيهم اجورهم وابلغ عنهم السلطات السعودية انتهى المطاف بياسين في السجن قبل أن يكسب قرشًا واحدًا. قال: "كان السجن مروعًا. وضعوا 300 منا في زنزانة صغيرة واحدة، دون طعام كافٍ".
كان الناس يتشاجرون على الطعام، ثم يأتي الحراس ويُجبروننا على الاستلقاء على صدورنا. ثم يرشوننا بالماء ويضربوننا بعصيّ مختلفة. 
قال ياسين أيضًا إن الحراس كانوا يستخدمون أساليب تعذيب أكثر قسوة بشكل روتيني، كعقاب على مخالفات بسيطة كالشكوى أو طلب الخروج. غالبًا ما كان يُؤخذ السجناء إلى غرفة فيها نوع من السجادة المغطاة بمسامير حادة على الأرض، ويُجبرون على أداء تمارين الضغط فوقها . كانت المسامير تخترق جلدهم مع كل تكرار، بينما كان الحراس يضحكون عليهم ويضربونهم ويصفونهم بـ"الحمير".
"في بعض الأحيان، بعد الضرب، كان من الصعب حتى التحرك لمدة أسبوع واحد"، كما قال ياسين. 
ذكرت التقرير أن ياسين احتُجز في السجن تسعة أشهر طويلة، قبل ترحيله إلى إثيوبيا. في عام ٢٠٢٤، اعتقلت المملكة العربية السعودية ما يقرب من مليون شخص لدخولهم البلاد بشكل غير قانوني، وفقًا لوزارة الداخلية السعودية. أُعيد حوالي ٥٧٦ ألفًا إلى بلدانهم الأصلية. لكن الآلاف يقبعون في سجون مثل السجن الذي احتُجز فيه ياسين، وكثير منهم إثيوبيون. قال ياسين: "  لا يُخبرك الدلالة  إلا بالخير عن السعودية. لم يُخبرونا قط عن الرحلة، وما سنمر به. وحتى عندما وصلنا إلى هناك، لم تكن الأمور كما توقعوا إطلاقًا".