قالت هيومن رايتس ووتش في بيان لها قبل عدة أيام، إن السلطات السعودية تستغل مهرجان الرياض الكوميدي 2025، المُقام من 26 سبتمبر إلى 9 أكتوبر، لصرف الانتباه عن قمعها الوحشي لحرية التعبير وانتهاكات حقوق الإنسان المتفشية الأخرى. يُقام المهرجان في الذكرى السابعة لمقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وحثت الكوميديين المشاركين على استخدام مهرجان الكوميديا لحثّ السلطات السعودية علنًا على إطلاق سراح المعارضين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان السعوديين المعتقلين ظلمًا.
والمطالبة علناً بالإفراج عن المدافع عن حقوق الإنسان، وليد أبو الخير، الذي يقضي عقوبة سجن لمدة 15 عامًا لنشاطه الحقوقي. كما ينبغي على الكوميديين السعي للإفراج عن مناهل العتيبي، مدربة اللياقة البدنية والناشطة في مجال حقوق المرأة، والتي حُكم عليها بالسجن 11 عامًا - خُفِّضت مؤخرًا إلى 5 سنوات - لترويجها لحقوق المرأة على الإنترنت. كما ينبغي عليهم إثارة مسألة غياب المساءلة في جريمة قتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر 2018 يضمّ برنامج المهرجان ، من بين آخرين، كلًا من: عزيز أنصاري، هانيبال بوريس، بيل بور، جيمي كار، ديف شابيل، بيت ديفيدسون، ماز جبراني، سام موريل، مارك نورماند، نيميش باتيل، وتوم سيغورا. كان من المقرر أن يُقدّم تيم ديلون عرضًا، لكنه قال إنه طُرد بعد أن سخر في بودكاسته من سجلّ السعودية السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وقالت الباحثة في الشؤون السعودية ، في هيومن رايتس ووتش جوي شيا : "إن الذكرى السابعة لمقتل جمال خاشقجي الوحشي ليست أمرًا مضحكًا، وعلى الكوميديين الذين يتلقون مبالغ طائلة من السلطات السعودية ألا يسكتوا عن مواضيع محظورة في السعودية، مثل حقوق الإنسان أو حرية التعبير". وأضاف : "على كل من يُقدم عروضًا في الرياض أن ينتهز هذه الفرصة البارزة للمطالبة بالإفراج عن النشطاء السعوديين"
وحثت شيا" الكوميديين الذين يُقدمون عروضهم في الرياض أن يُنتقدوا انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة في المملكة العربية السعودية، وإلا فإنهم يُخاطرون بدعم جهود الحكومة السعودية الممولة جيدًا لتلميع صورتها". وأضافت: "يأتي هذا التمويه في ظل تصاعد ملحوظ في القمع، بما في ذلك قمع حرية التعبير، التي يدافع عنها العديد من هؤلاء الكوميديين، بينما يُحرم منها الناس في المملكة العربية السعودية "
وأثارت مشاركة فنانين كوميديين كبار، من بينهم ديف شابيل، وعزيز أنصاري، وكيفن هارت، وجيمي كار، انتقادات من زملائهم الكوميديين، ومن بينهم مارك مارون، وشين جيليس، وستافروس هالكياس، بالإضافة إلى جماعات حقوق الإنسان والمعلقين الآخرين.
قال ديلون في بودكاسته في 30 أغسطس: "أفعل هذا لأنهم يدفعون لي مبلغًا كبيرًا من المال. يدفعون لي ما يكفي لأغض الطرف". وأضاف أن المهرجان السعودي كان يدفع له 375 ألف دولار أمريكي لعرض واحد في 8 أكتوبر، لكن عُرضت على فنانين آخرين مبالغ تصل إلى 1.6 مليون دولار. وأضاف ديلون: "لقد اشتروا الكوميديا. هل لديّ اعتراضات على سياسات حرية التعبير؟ بالطبع لديّ اعتراضات، لكنني أؤمن بسلامتي المالية".
في 20 سبتمبر ديلون إلغاء عرضه بعد أن زُعم أن السلطات السعودية "استاءت" من تصريحاته الساخرة حول معاملة العمال المهاجرين وقضايا حقوق الإنسان الأخرى. وقال: "تناولتُ الأمر بطريقة فكاهية، ففصلوني".
قال: "بالتأكيد لم أكن أنوي الظهور في بلدكم وإهانة من يدفعون لي المال. لكن في برنامجي الخاص، في بلدي، حيث أتمتع بحرية التعبير وقول ما أريد، سأكون مرحًا."
جيمي كار، الذي سيشارك في تقديم المهرجان في 6 أكتوبر، لم يُعلن عن ظهوره في
السعودية على موقعه الإلكتروني أو حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لطالما دافع كار بقوة عن حرية التعبير علنًا وقال"أنا من أشدّ المناصرين لحرية التعبير، لكنها ليست حرية من العواقب" .
تتناقض التصريحات العلنية التي أدلى بها العديد من الكوميديين المشاركين في مهرجان الرياض للكوميديا حول أهمية حرية التعبير تناقضًا صارخًا مع حملة القمع الوحشية التي تشنها السلطات السعودية على أي انتقاد للسلطات. في عام ٢٠٢٥، شنت السلطات السعودية حملة إعدامات لقمع المعارضة السلمية، بما في ذلك حرية التعبير.
وذكرت هيومن رايتس ووتش إعدام السلطات السعودية في 14 يونيو ، الكاتب والصحفي السعودي البارز تركي الجاسر، بتهمة ارتكاب "جرائم إرهابية" مختلفة. ولم تنشر الحكومة سوى تفاصيل قليلة حول احتجازه ومحاكمته وإعدامه، ويبدو أنه واجه عقوبة الإعدام بسبب خطابه وتعليقاته السلمية.
وكذلك في فبراير/شباط 2024، إعدام السلطات السعودية للمحلل السياسي السعودي عبد الله الشمري، و المتخصص في الشؤون التركية، بناءً على تهم من بينها "تهديد استقرار المملكة العربية السعودية وتهديد أمنها". كان الشمري يلتقي بانتظام بصحفيين من وكالات إخبارية بارزة، وكان قد ظهر كمعلق سياسي على التلفزيون.