في تقريرين صدرا اليوم عن صحيفة الغارديان، قالت جماعات حقوق الإنسان إن العمال يواجهون مخاطر شديدة على حياتهم وانتقدت الافتقار إلى الشفافية المحيطة بوفيات العمال المهاجرين.وقال جيمس لينش، المدير المشارك لمنظمة فيرسكوير التي أعدت تقريرا عن المخاطر التي يواجهها العمال : "إن مئات الآلاف من الشباب يتم إجبارهم على الانخراط في نظام عمل يشكل خطرا جديا على حياتهم".
وأضاف "بينما يشيد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالمملكة العربية السعودية، فإن الأطفال في أماكن مثل نيبال يكبرون بدون آبائهم ولا يعرفون حتى كيف ماتوا" و حذرت جماعات حقوق الإنسان من أن آلاف العمال المهاجرين من المرجح أن يموتوا في المملكة العربية السعودية نتيجة الطفرة في البناء الناجمة عن كأس العالم 2034 ومشاريع البناء الكبرى الأخرى.
وشهدت المملكة الخليجية ارتفاعًا في الطلب على العمالة المهاجرة الرخيصة، مع زيادة كبيرة في العمال الأجانب منذ عام 2021، حيث بدأت الاستعدادات لاستضافة كأس العالم ودفعت المشاريع إلى الأمام بما في ذلك مدينة نيوم المستقبلية.وفي تقرير منفصل عن وفيات العمال المهاجرين في المملكة العربية السعودية، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بـ "المخاطرة عمداً ببطولة أخرى ستترتب عليها تكاليف إنسانية باهظة دون داع".وقد وثق تقرير هيومن رايتس ووتش قائمة من الوفيات الناجمة عن "حوادث مروعة ولكن يمكن تجنبها في مكان العمل" في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك قطع الرأس والصعق بالكهرباء والسقوط من المرتفعات، مما ترك عائلات الضحايا مدمرة وفقيرة.
وزعمت السلطات السعودية أن معدلات الإصابات والوفيات المرتبطة بالعمل انخفضت بشكل كبير.
لكن منظمات حقوقية، مثل "فيرسكوير"، أعربت عن مخاوفها بشأن "عيوب خطيرة في طريقة تحقيق السلطات السعودية في وفيات العمال المهاجرين وإصدار شهاداتها". قد تُصنّف العديد من الوفيات خطأً على أنها "طبيعية"، في حين يُرجّح ارتباطها، بشكل مباشر أو غير مباشر، بظروف العمل والمعيشة التي يواجهها العمال.
وفقاً للغارديان قالت منظمة فيرسكوير ، التي جاء في تقريرها: "يبدو أن السلطات السعودية تستخدم مصطلح "طبيعي" كاختصار لأي وفيات لم تنجم عن حوادث في مكان العمل أو حوادث مرورية أو غيرها من الوفيات العنيفة".
وأشارت الصحيفة في تقريرها أن هذا الرأي تدعمه دراسة أجراها أخصائي علم الأمراض السعودي عام 2019 ، والذي فحص جميع شهادات الوفاة من مستشفى في الرياض بين عامي 1997 و2016، ووجد أنه في كل حالة كان سبب الوفاة "إما غير صحيح أو غائب" وأنه في 75٪ من الحالات لم يتم تقديم سبب للوفاة على الإطلاق.
ردًا على طلب صحيفة الغارديان للتعليق، شاركت الفيفا رسالةً أرسلتها إلى هيومن رايتس ووتش، جاء فيها: "تسعى الفيفا إلى القيام بدورها في ضمان حماية قوية للعمال الذين يعملون لدى جهات خارجية في بناء مواقع كأس العالم لكرة القدم . ويتطلب هذا العمل تعاونًا وثيقًا مع نظرائها السعوديين، وتواصلًا مع منظمات العمل الدولية ذات الصلة... ونحن على قناعة بأن الإجراءات المطبقة... يمكن أن تضع معيارًا جديدًا لحماية العمال".